الرجل الأسود

أخاف من الرجل ذوالبشرة السوداء خصوصا عندما يكون ذو ملامح افريقية واضحة وضخم الجثة
أخاف من أشياء أخرى لكن بنسبة اقل مثل الحيوانات (الكلاب) ومن ابتلاهم الله بتشوه او تخلف عقلي
خوفي من هؤلاء خوف مرضي نسميه رعب فزع اي شي أكثر من الخوف
ومع ذلك لا اعتبر نفسي خوافة فأنا لا أخاف من الأماكن المهجورة او المظلمة او من ألحرامي او من الجن …
ودائما انا مصدر الآمان عند التجمعات البناتية في السفر او في الرحلات او في ظروف طارئة لان احتمال
ظهور رجل اسود او كلاب او متخلفين عقلين او مشوهين ضئيل جدا

ミ

ماذا يحدث لو تعرضوا لي
حسب التجارب السابقة أصاب بحالة هستيرية من الصراخ وافقد رؤية ما حولي لا أرى الا سبب الفزع وحده فقط
احتاج وبشدة إلى تدخل من حولي لإنقاذي من هذه الحالة
لم أشاهد من يشابهني في هذا الا مرة واحدة في الجامعة طالبة مرت بجانبها قطة فأصيبت بمثل حالتي
وتم إنقاذها من قبل صديقاتها اللاتي يعرفن كيف يتصرفن معها

ミ
ミ

شخصية الإنسان ما هي الا مجموعة الذكريات الجيدة والسيئة
وباختلاف هذه الذكريات تختلف شخصية الإنسان ولا ننكر دور المورثات
فلو استطعنا ترتيب ذاكرتنا كما نرتب المكتبة فنحذف السيئ منها ونبرز الجيد منها لاستطعنا تغيير شخصياتنا
كما نشاء لكن هذا غير ممكن ذاكرتنا ليست مكتبة وذكرياتنا ليست كتب
بل ان ذاكرتنا أشبه ما تكون بجهاز الكمبيوتر مهما حذفنا فإن الذاكرة تبقى مخزنه بالداخل وببرامج معينة
يمكن استعادتها مرة أخرى

ミ

ミ

 ما هي الذاكرة
تقع في الدماغ في الخلايا العصبية عددها9 مليارات خلية وهي خلايا ثابتة لا تتجدد كباقي خلايا الجسم
ولو حدث ان تجددت هذه الخلايا هذا يعني اننا سنبدأ من الصفر نتعلم القراءة والكتابة وحتى الكلام من جديد
تعمل الذاكرة بثلاث خطوات استقبال – تخزين – استرجاع

الاستقبال يتم عن طريق الحواس لذلك فنحن وحسب الحواس نملك أنواع مختلفة من الذاكرة
ذاكرة بصرية – ذاكرة سمعية – ذاكرة شميه – ذاكرة ذوقيه – ذاكرة اللمس او الإحساس
والبعض يقسمها بصرية – سمعية – حسية ( يدخل من ضمنها الشم والتذوق واللمس )
مع اني احتج وبقوة على التقسيم الأخير الذاكرة الشميه ذاكرة رهيبة جدا وهي من اثبت أنواع الذاكرة
وكلما استخدمنا ذاكرة أكثر كلما أصبحت أقوى فحسب كلام العلماء
لا يوجد ذاكرة قوية وذاكرة ضعيفة بل يوجد ذاكرة مدربة وغير مدربة
لذا علينا بالحفظ ولا أفضل من حفظ القرآن الكريم لفوائد لا تخفاكم أقلها تقويه الذاكرة … الله الهادي

ミ

يقال ان الجيل القديم ذو ذاكرة سمعية وجيلنا الحالي ذو ذاكرة بصرية والبركة في الانترنت والتلفزيون والبلايستيشن و و و وحتى القراءة
حسنا ما المشكلة لتكن الذاكرة البصرية هي الغالبة ؟!!
المشكلة يا أعزائي انه عندما تغلب هذه الذاكرة فإن أصحابها يصبحون انطوائيين
فأصحاب الذاكرة السمعية أكثر اجتماعية وحب الاختلاط مع الناس من أصحاب الذاكرة البصرية
فانتبهوا يا آل انترنت ،،،

ミ

عند تعطل ذاكرة من هذه الأنواع فإن الذاكرة البديلة تصبح أقوى كما يحدث مع من يفقد النظر مثلا
فيصبح تخزين المعلومات وتكوين الذكريات بالحاسة البديلة أقوى وهذه من نعم الله سبحانه وتعالى
وكلما زاد تدريب هذه الذاكرة كلما امتلكت قدرات مذهلة
فنرى المكفوف بواسطة حاسة السمع يستطيع تحديد حجم الغرفة وعدد الأشخاص فيها وأماكن الأثاث
يا ترى كيف نفذ الرجل الأسود إلى ذاكرتي ؟ هل رأيته هل سمعت به لا اعتقد ان للشم هنا دور ☺

ミ

بعد استقبال الذكريات فإنها تمر في المرحلة الثانية وهي الحفظ او التخزين ويتم على مستويين
الذاكرة القصيرة او الفورية او اللحظية وهي مثلا عند قراءتك لكلامي الآن فإنك تتذكر في هذه اللحظة أنني أخاف من الرجل الأسود
والمستوى الثاني يسمى الذاكرة البعيدة او الطويلة او العميقة وهي تحتوي ما تم أرشفته من معلومات كاللغة والأسماء
او اي معلومات من الممكن ان تتذكرها في اي وقت

ミ

و الذاكرة اللحظية مثل الدوائر الإلكترونية عدد ثابت من هذه الدوائر عددها بالآلاف طبعا كل دائرة
تحمل معلومة وتبقى هذه المعلومة تدور في الذاكرة حتى يتم استدعاءها او انه تهمل فتضمحل!! (أين تذهب؟تختفي؟ )
فعندما تمتلئ هذه الدوائر بالمعلومات وتأتي معلومة جديدة فإنه الدماغ يقوم بتفريغ دائرة من معلومتها الأقل أهمية ويضيف الجديدة
لذلك من يستقبل معلومات كثيرة يكون عرضة للنسيان وهذا يفسر كثرة نسيان أصحاب المشاغل الكثيرة

ミ

 

 

 

 

هل تختفي الذكريات ؟ او المعلومات
هناك أقوال تؤكد ان الإنسان لا ينسى اي معلومة دخلت ذاكرته اي انك يا قارئي الكريم ويا قارئتي العزيزة يجب ان تتذكر أناشيد الابتدائي
وملابس الطفولة ،، وماذا أكلت في الفسحة في الصف الثاني متوسط في خامس يوم من الدوام ☺
غير معقول !!
لكن هم يقولون ذلك وانه يمكن استرجاع هذه المعلومات بطرق متخصصة مثل التنويم او الاسترخاء وغيرها من طرقهم
فقد تم تنويم عامل بناء فاستطاع تحديد مكان طوبة بين الآلاف الطوب التي حملها في حياته
يللا لقينا حل لنسيان كلمة السر ☺

ミ

ويقال ان هذه المعلومات تدخل في تكوين الأحماض النووية في الخلايا العصبية أي أنها تصبح جزء منها وبالتالي نسيانها مستحيل
وعندما يموت الإنسان ويتحلل ثم يبعث بنفس جسمه وخلاياه فإن هذه الذكريات تعود مرة أخرى
قال تعالى “وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ( 23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ( 24) ” الفجر
وقوله تعالى ” يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى ” (35)النازعات
سبحان الله
فهل يا ترانا حرصنا على هذه الذكريات ؟

ミ

عندما تتصور انك نسيت بعض الذكريات او ان الدماغ يمنع استرجاع بعض الذكريات لبشاعتها ولما يرافقها من ذكريات سيئة
فإنها تظهر فيما بعد بأشكال مختلفة في الأحلام في زلات اللسان وفي حالات كالخوف من رجل اسود …
قرأت قصة ان احدهم يخاف من اللون الأزرق وكلما شاهده يصاب بحالة نفسية وهو لا يعرف لماذا هذا اللون بالذات
بعد تطبيق الأخصائيين طرقهم النفسية عليه ظهر لهم انه سبق ان تعرض لحادث سيارة وكانت السيارة التي أمامه لونها ازرق

ミ

من الكلام السابق كله يعني ان هناك نوع من الذاكرة لم نتطرق له وهي الذاكرة العاطفية التي تحتفظ بالمشاعر
وتقع هذه الذاكرة في جزء صغير من المخ يسمى اللوزة او الجسم اللمبي تحمل معها المشاعر والأحاسيس
عملية استرجاع المشاعر هذه تسمى عملية الإرساء هناك مراسي طبيعية سلبية مثل الرجل الأسود لي والقطة مرساة لطالبة الجامعة
واللون الأزرق في القصة ومراسي ايجابية مثلا رؤية شخص تجلب الفرح او شم رائحة ممحاة تعيدك لأحاسيس الطفولة

ミ

والإرساء استغله النفسيين بطريقة عجيبة وهي صنع المراسي الإيجابية
ما يقوم به النفسيين باختصار أنهم يطلبون من الشخص تذكر موقف ايجابي مثل الفرح (حصول على شهادة مثلا )
وعندما يقوم بتذكره يضغطون على جزء من جسمه وبعد ذلك وعند الضغط على هذا الجزء مرة أخرى
فإننا نستدعي الشعور بالفرح وكل مرة يضغط عليه يشعر انه حصل على شهادة ( هم إلي يقولون مو أنا )
قرأت ان احدهم جعل جميع مفاصل يديه مراسي ،، ( يعني كل ما بغى أحساس يضغط على مفصل !! صار رجل آلي )

أذا قد يكون الرجل الأسود بريء من الرعب الذي يسببه لي فهو مجرد مرساة قد يكون متواجد وبدون ان يشارك في موقف مؤلم
(بدأت أتعاطف معه ☺ )

ミ

الأسى لا ينسى

 

في حين أننا نتضايق من نسيان المعلومات والنصوص او القرآن الكريم إلا أننا نبذل ما في وسعنا لنسيان بعض المشاعر
والمواقف المؤلمة او المحرجة إلا ان النسيان المتعمد للذكريات العاطفية صعب جدا وان كان هناك دراسات تعمل على ذلك
باستخدام أغذية معينة او باستخدام أدوية مثل دواء القلب او الضغط بروبرانولول كما ان هناك مجموعة علماء من جامعتي
منتريال وهارفر في كندا وأمريكا ادعت نجاحها في استنباط مادة يمكن حقنها في جسم الإنسان تستطيع محو الذكريات السيئة
من الذاكرة ولا تبقي غير الذكريات السعيدة . وخلال دراسات مجموعة أخرى من العلماء قالوا أنهم تمكنوا من معرفة الجين
المسئول عن الذاكرة العاطفية وجدوا نوعين من هذا الجين العادي وهو المنتشر والمتغير وهو يوجد بنسبة 13 % من الأفارقة
و30% من القوقازيين بما فيهم العرب وأصحاب هذا الجين هم الأشد تذكر للذكريات العاطفية ( أنا أول 30 %☺)

عموما ..
عند تمكنهم من إيجاد طريقة للنسيان فهم يحلون بذلك مشكلة الآلاف من البشر ممن تعرضوا لمواقف مؤلمة مثل ضحايا
الكوارث الطبيعية او الحروب وتمكنهم بعد هذا النسيان ان يرجعوا لحياتهم الطبيعية مكسرين بذلك المثل القائل
( الأسى لا ينسى )

وحتى يتم ذلك نبقى أمام حقيقة تقول ان الذكريات السيئة هي الأكثر حضور في أذهاننا حسب الدراسات وان كان البعض يعتبر
حتى الذكريات السعيدة ذكريات حزينة لأن مجرد وجودها في خانة الذكريات فهي حزينة او لأنه يقارنها بواقع لا يرضاه

ミ

عزيزي القارئ/ـة
*ما نوع ذاكرتك ؟ بصرية ، سمعية …
*هل تعتبر نفسك من الـ 30% ؟
*لو تم اكتشاف دواء لنسيان الذكريات السيئة هل ستستخدمه ؟ مضحيا بالنضج الذي قد يكون سببه مرورك بهذه الذكريات !
*ما هي أجمل مرساة في حياتك ؟ وما هي أسوء مرساة ؟
أخيرا
هل تتوقع أن أجد في ذاكرتي أين يختبئ الرجل الأسود ؟!

☺

ミ
ミ
ミ